10 مايو 2024

تعظيم السنة



إن الله -عزَّ وجل- بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالهدى ودين الحق، وأكمل له الرسالة، والخير كل الخير في اتباع الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والاهتداء بهديه، وترسُّم خطاه، ولزوم نهجه، فهو القدوة لأمته، والأسوة الحسنة لهم، وإن الحديث عن سنته مقام يطول فيه الكلام؛ لأن الذي ينقصنا ليس معرفتنا بالسنة، وإنما الذي ينقصنا تعظيمها في قلوبنا، والإشكال: أننا نشعر بالطمأنينة أنّ في قلوبنا تعظيم للسنَّة، وفي الحقيقة نجد أنفسنا في المواقف مهملين تعلُّم سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو تعليمها.
وحتى يقع تعظيمها في قلوبنا فلا بد أن:
* نتعلّمها، بحيث لا نرغب عنها، ولا نلتفت عنها يمينًا ولا شمالًا.
* نعرف أنها طريق نجاة العباد، فقد كان السلف كمالك وغيره يقولون: "السُنّة كسفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق".
* نُحذّر من الوقوع في متابعة أي مسألة مخالِفة للسنَّة، فكل شيء مخالف لسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يعدُّ متابعةً للهوى، حتى لو أتينا له بأعذار، أو أسماء، أو أحوال، قال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ}[1].
قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "كل من لم يستجب للرسول، وذهب إلى قول مخالف لقول الرسول، فإنه لم يذهب إلى هدى، وإنما ذهب إلى هوى".


نعتني بالسنَّة، وذلك بالعُكوف على أحاديث المصطفى-صلى الله عليه وسلم-قراءةً وفهماً وتأمُّلاً.
* نتحرّى هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-في شؤون الحياة كلها.
لذلك لا بد أن نعلم علمًا يقينيًا أنه لا يُتصوّر أن طريق القُرْب مِن الله -عزّ وجلّ- يمكن أن يكون بدون تعظيم السنة ومتابعتها.
أسأل الله أن يجعلنا من المعظمين للسنة المتابعين لها، وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.




[1] القصص:50

مقال للأستاذة أناهيد السميري