3 يناير 2016

المعتقدات الرئيسة للحركات الباطنية المعاصرة


تعتمد هذه الحركات بتطبيقاتها المتنوعة فلسفة خاصة للوجود نابعة من تصور مشوه للوجود والخالق ، والكون والحياة ، ووجود الإنسان وماهيته ، ومبدأه ومنتهاه ، إذ روادها ينكرون النبوات ويعتمدون على عقول قاصرة ومعارف بشرية خاطئة يستقونها من كتب الأساطير التي يسمونها ( تراث الحكمة) وفيمايلي نفصل أهم المعتقدات :

الاعتقاد بأن كل مافي الوجود هو"الكلي "  الواحد وكل مافي الكون إنما هو تجل له :

ويختلف اسم " الكلي " من بلد إلى بلد ، ومن لغة إلى لغة ، ومن تطبيق إلى تطبيق ، فهو ماكان يسمى
( العقل الكلي ) عند فلاسفة الإغريق ،وهو ) الطاو ( Tao في فلسفات الصين ، وعند الهندوس هو ( براهما ) ،
وهو  ( النور الأعلى ) عند المانوية .واليوم يسمونه ( الطاقة) أو ( القوة ) أو ( المصدر) أو ( الوعي) .


وتنبثق عن هذا الكلي بالإشراق أوالفيض أو التجلي أو الانقسام كل الكائنات
 - بحسب اعتقادهم - بشكل ثنائيات متناقضة ومتناغمة وتسمى الثنائيات بحسب الفلسفة الصينية "الين واليانج " . ومع هذا الانقسام يكون لها حظا أو روحا أو قوى أو طاقة كونية هي سر حياتها وقوتها واساس بقائها واستمرارها واسم هذه الطاقة  ( برانا ) Prana عند الهندوس وممارسي التنفس العميق ،
وعند الفراعنة تسمى ( الكا ) ،وتسمى ( كي ) Ki  في تطبيقات الريكي ،
و  (تشي ) Qi- chiفي تطبيقات التشي كونغ وغيرها ، وهي ( مانا ) Mana عند معتقدي الهونا الوثنية .

يترجم بعض أصحاب الديانات السماوية "الكلي " أو "الطاو " و "براهما "
 ب "الله " أو "God" لتشابه ظاهري بين بعض مايصف به أهل هذه الأديان
 "الكلي " وبين طرف من المعتقد في الإله الحق . وهو خطأ كبير يضلل العوام وقد لاينتبه له كثير من الباحثين .

المعتقدات الرئيسية للحركات الباطنية المعاصرة :

( الين و يانج ) :

      بحسب الفلسفة الصينية تعتبر
( الين -يانج )هي الثنائيات المنبثقة من (الكلي) أو (المصدر)
وهي ثنائيات متناقضة ومتناغمة ، ظهرت منها بعد ذلك الموجودات وتنوعت .
ومصطلح (الين واليانج ) صيني الأصل يفسّر في العربية بكل المتضادات بالذكر والأنثى
 أوالسالب والموجب أو الخير والشر !

وأول هذه الثنائيات تكونا :
 ثنائية الوجود في العالم المادي المتجسد ، ونقيضه غير المتجسد " الطاقة الكونية " أو "الأثير " الذي يحتفظ بخصائص الكلي الأصلية ( لامرئي ولاشكل له وليس له نهاية ) .

وأعظم الثنائيات " المتجسدة " :

 الشمس والقمر ومن بعدها الكواكب ؛ ولذلك كان لها - حسب هذا المعتقد - تأثير قوي في خصائص ونوع كل أمور المتجسدات الأدنى منها ، ومنها الإنسان .....

-" الين واليانج " قوى ميتافيزيقية يعرف أسرارها وتحولاتها الكهان والمختصون في هذه الفلسفة وتطبيقاتها وتلوناتها كالمايكروبيوتيك والريكي ، وليست من اختصاص علماء الطب أو الطاقة والقوة الفيزيائية .


-عقيدة ( الين / يانغ) ليست بعيدة عن المعتقدات الثانوية كالمجوسية والمانوية والزرادتشية ، إلا أن العلاقة بين الثنائيات المتناقضة عند الثنويين تفسر بالصراع والنزاع ( إله الخير والشر ) ، بينما تفسر في الطاوية والبوذية وتطبيقاتها المعاصرة بالتناغم والتكامل ، كما أنه اعتقاد مشابه من حيث النهاية لما في ( نظرية الفيض الفلسفية ) ؛ فالمؤدى في كافة هذه التلونات والصور والفلسفات واحد ، وكله كفر بالغيب الحق ، واستمداد للغيب من الوثنيات والخيال .

-الكفر ملة واحدة سواء أكانت الأسماء فلسفية (عقيدة وحدة الوجود ) أم
( عقيدة الحلول والاتحاد ) ، أم كانت بالتطبيقات التدريبية والاستشفائية
( الريكي ، التشي كونغ ، المايكروبيوتيك ....)
للأسف هناك من يستخدم رموز هذه العقيدة  ( الين / يانغ ) لتفسير الحياة، وهناك من يفسر بها الاية  ( ومن كل شيئ خلقنا زوجين ..) وهكذا تشيع المصطلحات العقدية الباطنية بين الناس.

الاعتقاد بالجسم الأثيري :
وهو أحد أجساد سبعة - يعتقدون بوجودها -لكل كائن حي ، ويوجد هذا الجسد مع الإنسان منذ ميلاده ، وهو متصل به إلى الدوام بحبل فضي .
وأهم وظائفه التواصل مع
" الطاقة الكونية " التي هو منبثق عنها ويحمل خصائصها.
فالطاقة الكونية -بحسب تلك الفلسفة -
هي التجلي الأول للكلي الواحد ، وبقيت على نفس صفاته ( لامرئي ولا شكل له ) ؛ فكانت أقرب إليه ، فهي طاقة ذات خصائص غير محدودة هي قوة الوجود والشفاء والحكمة وهي سر الحياة والخلود  - بزعمهم - .

ولهذه الطاقة خاصية الانسياب
والتدفق ، فتعطي للأجسام البدنية قواها المتنوعة والخارقة . ويكون حظ الإنسان منها بحسب مايفهم هذه الفلسفة ويطبق تمارينها وتعاليمها ومنهجها الحياتي ، حيث تتدفق الطاقة الكونية في جسمه الأثيري مانحة إياه طاقة قوة الحياة .



 تصفح كتاب " المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة "
د. فوز كردي .

منقول من قناة الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه.
https://telegram.me/fowz_3k