3 يناير 2016

علم الطاقة الباطني

بسم الله الرحمن الرحيم

انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح "الطاقة" بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية.

إن الطاقة المرادة هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية ، وهي طاقة يدّعون أنها مبثوثة في الكون ، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود ، ولها نفس قوته وتأثيره ؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي ، ولا شكل له ، وليس له
بداية ، وليس له نهاية ) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام  ،وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوناتها المختلفة " العقل الكلي ، الوعي الكامل ، الين واليانج " . أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله ، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة .
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة ، وتمرين الاستمداد فهي طاقة "التشي" ، وطاقة "الكي" ، وتسمى "البرانا" و"مانا" . ويزعم مروجوها من المسلمين -جهلا أو تلبيساً- : ( أنها المقصودة بمصطلح "البركة" عند المسلمين !! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة ، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته) وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها "بركة" ليست خاصة بدين معين ، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم ، بل إن حظ "المستنيرين" من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن "جهاز الطاقة" في "الجسم الأثيري" ، وعدم اهتمامهم بـ"شكراته ومساراته" !!

يُروج لاستمداد الطاقة الفلسفية (الكونية) بعدد من الممارسات والتدريبات والأنظمة الحياتية والاستشفاءات الشرقية ومنها :

- نظام "الماكروبيوتيك" :
وهو نظام وفلسفة شاملة  للكون والحياة ، تفسّر ماهية الوجود ، ومن الموجود الأول ؟وكيف وجدت الكائنات ؟ بحسب فلسفة الديانة الطاوية وبوذية زن ،التي تعتقد بكلي واحد فاضت عنه الموجودات بشكل ثنائي متناقض متناغم "الين واليانغ" ، وأهمية الوصول للتناغم معه ليعود "الكل"واحداً .

- تدريبات الريكي :
 وهي ممارسات نشرها ( الياباني ميكاوا يوسوي) الذي ادعى أنه بعد التأمل في معجزات الإبراء عند عيسى عليه السلام ، وعند بوذا وصيام 21 يوما  استطاع أن يدخل "طاقة الإبراء والشفاء الكونية" في داخله وتمكن من الشفاء الذاتي لنفسه ومن ثم خرج ليشفي الآخرين ويعلمهم مبادئ استمداد طاقة الشفاء الكونية التي صمم لها جلسات وترنيمات قائمة على الفلسفة الطاوية القديمة .  

ومن نفس المنابع خرجت : ( تدريبات التشي كونغ ) و( جلسات التأمل التجاوزي ) و( التنفس التحولي ) و ( العلاج بالأحجار ) و( العلاج بالألوان ) وعشرات البرامج والممارسات الأخرى .


للتوسع تصفح مقال : علم الطاقة الباطني
د.فوز بنت عبداللطيف كردي

منقول من قناة الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه.
https://telegram.me/fowz_3k